لماذا أُغير استراتيجية تداولي باستمرار مع أنني أعلم أن تغيير الاستراتيجيات بكثرة هو أحد أكبر أسباب فشل المبتدئين.
في كل مرة أحاول الالتزام باستراتيجية - سواءً كانت حركة السعر، أو تداول الاتجاه، أو الدعم والمقاومة، أو المؤشرات، أو مزيجًا منها - في اللحظة التي أواجه فيها بعض الخسائر أو يصبح السوق متقلبًا، أشعر بالذعر، وأفترض أن الاستراتيجية معطلة، وأبدأ بالبحث في يوتيوب عن نظام "أفضل"، وأجرب مؤشرات جديدة، وأُعدّل الإعدادات، وأعيد كتابة قواعدي، وأُقنع نفسي بأن هذه النسخة الجديدة ستكون أخيرًا هي التي تنجح، لكن الدورة تتكرر بلا نهاية، مما يجعلني منهكًا ومُرتبكًا، وأشعر وكأنني أعرف القليل عن كل شيء، لكنني لا أجيد شيئًا، وبدأت أُدرك أن تغيير استراتيجياتي باستمرار قد يكون طريقتي لتجنب الانزعاج العاطفي الناتج عن الالتزام بشيء ما لفترة كافية لإتقانه.
في كل مرة أواجه فيها انخفاضًا في الربح أو سلسلة خسائر، يُثير ذلك خوفًا وريبةً تدفعني نحو وهم أن استراتيجية أخرى ستؤدي بشكل أفضل، مع أنني أعلم منطقيًا أن جميع الأنظمة تمر بفترات خسارة، لكنني عاطفيًا لا أستطيع تقبّل الخسائر دون الرغبة في تغيير شيء ما، وأريد أن أفهم كيف يقاوم المتداولون المتمرسون إغراء تغيير أساليبهم باندفاع، وكيف يبنون ثقتهم في نهجهم، وكيف يُميّزون بين الانخفاضات العادية والأنظمة الفاشلة، وكيف يُحافظون على التزامهم لفترة كافية لجمع بيانات إحصائية حقيقية، لأنني أشعر الآن أنني عالق في حلقة لا تنتهي من تجربة استراتيجية تلو الأخرى دون أن أمنح نفسي فرصةً لتطوير الاتساق أو الإتقان.
أسعى جاهدًا لفهم كيفية كسر هذه الحلقة المفرغة لأتمكن أخيرًا من إحراز تقدم بدلًا من البدء من جديد باستمرار.